رحلتنا اليوم في جنوب غرب بوليفيا وبالأخص الى أكبر بحيرة من الملح والتي هي عبارة عن مسطح أرضي تفوق مساحته 10582 كيلومتر مربع. آسرٌ للبصر، مناظر طبيعية خلابة أنشأتها التكوينات الجيولوجية، والينابيع الجوفية والتي كانت قبل 50 ألف سنة بحيرات مالحة، أنها بحيرة سالار دي أيوني.
أنها جزء من بحيرة عملاقة كانت موجودة قبل الميلاد، وكانت تُسمى بحيرة مانشن، ولكن بعد أن أصابتها الكثير من التحولات الطبيعية،انقسمت إلى بحيرتين، وجفت المياه في الباقي منها تاركة ورائها صحراء رمالها من الملح تُعتبر الأكبر في العالم ، سالار دي أيوني















في موسم الجفاف ، تظهر بشكل واضح مُسطحات الملح، أما في موسم السيول والأمطار ونتيجة موقعها الجغرافي بالقرب من قمم جبال الانديز، تغطيها طبقة رقيقة من المياه، فيتحول شكلها من صحراء جافة، إلى صورة طبيعية مذهلة تخطف الألباب، يصل عمقها في بعض الأماكن إلى عشرين متراً، وتكّون قشرة صلبة من الملح تصل سماكتها إلى 10 سنتيمترات، والغريب أن فيها بعض الجزر، والتفسير العلمي لها أنها قمم لبعض البراكين الغارقة في بحيرة مانشن القديمة.







هذا المسطح البري يحتوي كميات كبيرة من الصوديوم، والليثيوم، والبوتاسيوم، والمغنيسيوم، وكذلك البور اكس، ويقدر بحوالي 5,400,000 طن، وبوليفيا تضم نحو نصف احتياطيات الليثيوم في العالم، ومعظمها تلك الموجودة في سالار دي أويوني. على الرغم من الاحتياط الكبير أن الحكومة البوليفية لا ترغب في السماح للاستغلال من قبل الشركات الأجنبية. وهي تعتزم بناء مصنع تجريبي لإنتاجها الخاص بحلول عام 2012.

وتشير التقديرات إلى سالار دي أويوني يحتوي على 10 مليار طن من الملح ، الذي يستخرج منه أقل من 25000طن سنويا.








سالار دي أويوني تجذب السياح من جميع أنحاء العالم، وذلك لجاذبية شكلها ولكونها بعيدةً نسبيا عن المدن، وقد تم بناء عدد من الفنادق للسكن، والطريف أنه بسبب نقص مواد البناء التقليدية، فقد بُنيت المساكن بأغلبها من الطبقات الملحية، بما في ذلك السقف، والجدران والأثاث، وقد شيد الفندق الأول من نوعه، فندق بلايا دي سال، في الفترة 1993-1995 في منتصف المسطح، وسرعان ما أصبح مقصد سياحي شهير، وبعدها تم تشييد العديد من الفنادق والنزل المصنوعة من الملح في وقت لاحق.



























هذا المُسطح يخلو تقريبا من أي حياة برية أو أي حياة نباتية، باستثناء ألصبار العملاق التي ينمو بمعدل 1سنتيمتر سنويا ليبلغ طوله 12 مترا تقريبا، والشجيرات المتناثرة هي قليلة على طول السهول.





سالار دي أويوني هي أيضا أرضية خصبة لطيور النعام الوردية والتي تعيش في أمريكا الجنوبية، موطنها الأصلي، وهي تتغذى على الطحالب، وهناك حوالي 80 من أنواع الطيور الأخرى الموجودة، وأبرزهم إوزة الأنديز.



















إن قرار الحكومة البوليفية بعدم السماح للشركات الأجنبية، بالدخول إلى سوق الاستثمارات في هذا الحقل الذي يعتبر ثروة وطنية خالصة، والذي لا يحتاج للكثير من التقنيات المتقدمة، لاستخراج وتصنيع المواد الغنية بالمعادن، والتي تفتقر إليها بوليفيا، هو قرار موضع احترام، فهم يحافظون على ثروة بلادهم من أن تتبدد في جيوب الاستثمار الاستعماري










1 التعليقات:

  1. ويبكس نقدم وسائل تسويقية هادفة تصل بموقعك للوصول الى الصفحات الاولى بمحركات البحث جوجل
    تجدوا لدينا كافة خدمات التسويق المتكاملة , التسويق الكترونى, وساطة تجارية , تصميم وتطوير المواقع, اشهار المواقع
    شركة ويبكس لخدمات التسويق المتكاملة
    01000250135 002
    http://www.whipixemarketing.com/

    ردحذف

 
Top